حراجى القط ( الرسالة الأولى )

رقم الموضوع :- ( 23 )
التاريــــــــخ :- الأ ربعاء 27 يناير 2010
أسم الموضوع :- حراجى القط ( الرسالة الأولى )
أسم الكاتب :- عبد الرحمن الأبنودى .
التصنيـــــف :- شعر عامى
*********************************
أهلى وناسى وأصدقائى الأعزاء ..

بناء على طلبكم منى .. ووعدى لكم ..هاأنا أعيد نشر رسائل حراجى القط .. العامل بالسد العالى لزوجته المصونة والجوهرة المكنونة فاطنة أحمد عبد الغفار بجبلاية الفار ) شعر الخال العبقرى العملاق عبد الرحمن الأبنودى .. وهذه القصيدة هى إستكمالا لمقالة ( الحكاية ..مش حكاية سد ) فقد ولدت هذه القصيدة من رحم السد العالى .. وخرجت وطنية ومعاناة المصريين البسطاء دررا من الكلمات البسيطة المعبرة شعرا قل أن تجد مثله .. وأسمحوا لى أن أعيد نشر القصيدة بنفس المقدمة فى بدايتها .. والتعليق فى آخرها و التى قدمتهما بها منذ عام ونصف تقريبا .
*****************
المقدمة
ـــــــــــــ
اليوم أقدم لكم كلاسكيات الأبنودى ..وهى مجموعة رسايل الأسطى حراجى القط لزوجته فاطمة عبد الغفار ..وهى من أجمل ماأشعر الأبنودى ..وقبل أن أبدأ فى نشر الرسائل .. أسمحوا لى بتقديم صغير لها .. ففى ستينات القرن الماضى .. وقت أن قهرنا الخوف .. والقلق .. وعبرنا للمستقبل ..قرر الرئيس جمال عبد الناصر البدء فى بناء السد العالى بمساعدة سوفيتية كاملة .. بعد أن رفض الأمريكان تمويل بناء السد ... وتم حشد مئات الآلاف من أبناء مصر لبناء السد .. كما فعل أجدادنا عند بناء الأهرام وأبى الهول .. فتم تعيينهم فى أعمال السد المختلفة ( حدادين – نجارين – بناءين – عمال عادية ..وغيرهم الكثير من الحرف المصرية .. وكانت المرتبات عالية فى ذاك الوقت حافزا آخر للمصريين بجوار الروح الوطنية العالية والرغبة الكاملة فى بناء السدالعالى .. فكان الجميع يسعى للعمل بالسد .. وقد يضطرون للغياب عن أسرهم بالشهور الطويلة .. أملا فى تحويشة كريمة من المال ..تساعدهم فى تحقيق أحلامهم وأحلام أسرهم .. وكان من بينهم بطل قصائد الأبنودى الشهير (حراجى القط ) .. والقصائد هى رسايل ( حراجى القط ) لزوجته ( فاطمة عبد الغفار ) ..وردودها عليه ... وهانحن نبدأ بقراءة رسائل (حراجى القط )
******************
الرســـالة الأولى
*******************
العنوان المكتوب على المظروف ..

الجوهرة المصونه
والدره المكنونه
زوجتنا فاطنه أحمد عبد الغفار
يوصل ويسلم ليها
في منزلنا الكاين في جبلايه الفار
*****************

(أسوان ... الرسالة 1(
***********

أما بعد .. لو كنت هاودت كسوفي ع التأخير
سامحيني يا فطنه في طول الغيبه عليكم
وأنا خجلان .. خجلان .. وأقولك يا زوجتنا أنا خجلان منكم ..
من هنا للصبح ..
شهرين دلوقت ..
من يوم ما عنيكي يا فاطنه .. بلت شباك القطر ..
لسوعتي بدمعك ضهر يديَ
لحضتها قلت لك :
)) قبل ما عوصل عتلاقي جوابي جي ... ((
نهنهتي .. وقلتي لي بعتاب:
)) النبي عارفاك كداب .. نساي
وعتنسى أول ما عتنزل في أسوان .. ((
حسيت واليد بتخطفها يد الجدعان
بالقلب ف جوفي ما عارف ان كان بردان .. دفيان
والبت عزيزه والواد عيد
قناديل في الجوف .. زي ما بتضوي .. بيقيد ..
.......... والقطر إتحرك ..
وقليبي بينتقل من يد لإيد .
والقطر بيصرخ ويدَودِو
اتدلدلت بوسطي من الشباك ..
) خذي بالك م الولد .. راعي عزيزه وعيد(
والقطر صرخ ورمح لكإنه داس على بصة نار ..
ولقطت الحس قريب .. قد ما كنتي بعيد :
)قلبي معاك يا حراجي هناك في أسوان ..(
...........................
ورميت نفسي وسط الجدعان .. وبكيت ..
وبلدنا اللي كنا بنمشيها ف نص نهار
كان القطر في لحضه .. فاتها بمشوار .
سامحيني يا فطنه على التأخير ..
ولو الورقه يا بت الخال تكفي
لأعبي لك بحر النيل والله بكفيِ
وختاماً ليس ختام ..
بابعت لك ِ
ليكي ولناس الجبلايه ولبتي عزيزه والواد عيد
ألف سلام
زوجك ... لوسطى حراجي

**************************
وردت فاطمة عبد الغفار ..على جوزها الأسطى حراجى القط ..وكتبت على المظروف العنوان ..
أسوان
زوجي الغالي
لاوسطى حراجي القط
العامل في السد العالي

جبلاية الفار
*****************************************

زوجي حراجي ..
فوصلنا خطابك ..
شمينا فيه ريحة الأحباب .. ربنا ما يوري حد غياب ..
مش أول مره البسطاوي يخطي عتبة الدار ؟؟
عمرنا يا حراجي .. ما جلنا جواب .
النبي ساعة مرزوق البسطاوي .. ما نده ..
كده زي ما كون .. دقت في حشايا النار .
وكإن العمر بيصدق .. بعد ما كان كداب ..
اتأخرت مسافه كبيرة كبيرة علي
عارف فاطنه يا حراجي لاليها عايل .. ولا خي .
ليه تتأخر كده يا حراجي .. ؟
طب والنبي كأن ورقتك دي
أول قنديل بتهز ف جوف الدار .
أول ندعة ضو.
الدار من غيرك يا أيو عزيزه .. هو .
وعزيزه وعيد ..
من غيرك يا حراجي زي اليُتما في العيد .
الواد على صغره حاسس بالغربه والبعد .
ولا عاد حتى بيطلع يلعب في القمَارى مع الولِد .
اطلع وأخش .. أطلع وأخش القاه .. غيمان
وكأنه محروق له دكان .
ويقوللي : (( فين يامه أسوان .. ؟
وأبا سابنا ليه يا مه ؟ ما يمكن زعلان .. ؟ ))
شهرين يا بخيل ؟
ستين شمس وستين ليل ؟
النبي يا حراجي ما أطول قلبك
لاقطع بسناني الحته القاسيه فيه
..........................
كل الجبلايه تسلم فرداً فرد ..
م الحاج((طِلب حامد )) لعيلة بيت (( علي سعيد ))
وانشالله يا حراجي ما يوريني فيك يوم
وانشالله تكون تعلمت ترد قوام .
ومادام احنا راسيين ع العنوان
والله ما حنبطل بعتان..
مفهوم..أسوان
زوجي الغالي
لاوسطى حراجي القط ..
العامل في السد العالي

زوجتك
فاطنه أحمد عبد الغقار
جبلايه الفار

*****************************************
تعرفوا ياشباب أنا كل مابقرأ للأبنودى .. بأحس إنى لازم أقرأ له تانى .. زى اللى بيشرب من البحر المالح .. لايرتوى أبدا .. وفى كل مرة أنشر إحدى قصائدة أجدنى أقرأها وأنا أنشرها .. وأقرأها معكم بعد نشرها .. وأقرأها وأنا أرد على كريم مداخلاتكم التى تسعدنى دائما ... وهاأنا بعد أن أنتهيت من تجهيزها أقرأها للمرة المائة .. وأجدنى أسطر هذه الكلمات حبا فى شعر الأبنودى الصادق النابع من القلب بمفردات وكلمات أهلنا وناسنا فى الصعيد الجوانى .. وإلى اللقاء فى الرسالة الثانية من ( حراجى القط ) لزوجته (فاطنة عبد الغفار ) فى جبلاية الفار .ضمن سلسة (أبنوديات )
*************************
أختيار وتعليــق
صــــلاح إدريـــس

» حراجى القط ( الرسالة الثانية )