نفـــــرد قلوع الشراع العالية البيضــــاء إلي عنان السماء ونبحـــــر صـــــوب النوبة
ونغــــــوص في أعمــــاق النيـــل الشقيق والتوأم المخلص للنوبة طيــلة الزمـــــان
من ربوع الشــــلال بالقرب من أســـــوان إلــــي دابــــــود - دهميت - أمبركاب
كلابشة - خور رحمة - أبوهور - مرواو - ماريا - قرشة وجرف حسين - الــــــدكــــة
العـــلاقي - قورتـــــة - محــــرقة - السيـــالة - مضيــــق شرق - مضيــــق غــرب
السبــــوع - وادي العـــرب - المـــالكي - كروسكو - أبوحنضل - الــديوان - الــــــدر
تومــــاس - قتــــــة - ثم إبــــريـــــــم وعنيبــــــــة عبر مسافة 235 كــم جنوب
أســـــــــوان .
معــــــام كانت المركز القديم للنوبة وعاصمة النوبة الأصلية ومركز أقتصادي وتجاري
كبير وحيوي منذ قديم الزمان ومعام هي قرية عينبة الحالية .
قد عكس عنيبة تماسكه الشديد والتعاون بين أفراده في أنشاء مدرسة عينبة
الشهيرة في ذلك الوقت وكانت بمسابة صرح تعليمي ضخم جذب كثير من طلاب
العلم من مناطق مجاورة لها ومن دول قريبة مثل السودان وأريتريا لما لها خاصية
وسمعة أقليمية في ذلك الوقت وتخرج منها رجال تبوقوا مناصب مرموقة وخاصة في
الشطر السوداني .
كان مجتمع عنيبة عبارة عن أفراد من جماعات كنزية وجماعات صعيدية بالأضافة
إلي قبائلها النوبية الأصلية وقبائل ترجع أصولها إلي المجر ، وقد قدموا إلي عينبة
للعمل والزراعة وممارسة التجارة والتي كانت همزة الوصل بين مصر والسودان
في ذلك الوقت مما أدي لهجرة جماعات من الكنوز عام 1912م مع تعلية الخزان
الأولي وغرق كثير من البيوت والأراضي عبر الشريط النيلي من عدة قري مثل
( أبوهور - كلابشة - جرف حسين - قرشة - دابود ) أما الجماعات الصعيدية أستقرت
مع أنشاء مشروع الري في عينبة والتي كانت بها مساحات زراعية كبيرة بالأضافة
إلي سوق عنيبة التجاري الحيوي الذي ساعد في أستيعاب أعداد كبيرة من الجماعات
الصعيدية والتي كانت النواة في تكوين قبائل لهم هم رؤساءها وتحمل أسماءهم
وظلت تتكاثر وتزداد مع الأيام بسبب تجمعهم وغزوهم إلي عينبة عن طريق الجماعات
مما جعل سياسة الجذب والشد في بعض الأحيان بسبب محاولة المشاركة في
النشاط السياسى ومناقشة أمور القرية وصنع القرار وبناء منازل وشراء أراضي
وبيوت مما أفرز سياسة الرفض والتعاون معهم في بداية الأقامة في القرية وأعتباره
سلوك غير مرغوب فيه مما أدي إلي عزلهم عن مختلف الأنشطة الأجتماعية وظهور
الصراع بين الجماعات الكنزية وجماعات الصعايدة مع القبائل النوبية ولم يصبح الأنتماء
القبلي وعدم الأنتماء للمجتمع القروي فكان عاملاً في التفكك والضعف بين العلاقات
بين الأفراد حيث كان يقيم الجماعات الكنزية في نجع خاص وكذلك الجماعات الصعيدية
في نجع خاص وتنتشر بقية القبائل في النجوع الأخري وكان من النادر أختلاط أي من
الجماعات مع الأخري وظهرت التكتلات والقبلية والعصبية لكل عرق .
ولكن بعد الهجرة وفقد عنيبة عاصمة النوبة ومركزها وأنتقاله إلي نصر النوبة جعل
وساهم في التقارب بين كل الجماعات والأنتماءات في عينبة الجديدة وبعد الهجرة
وقد صار أفراد الجماعات الكنزية والصعيدية دور هام في عملية التكيف مع الوضع الجديد
والمشاركة في التنظيم والأدارة كمحاولة لأعادة الأنظار نحوها وأستعادة المركز القديم
وأعادة المركز التجاري وتنمية القرية أقتصاديا وأصبح الترابط والتوحد سمة معروفة داخل
المجتمع في قرية عنيبة والمشاركة بروح الجماعة والفريق الواحد وتنشيط النشاط
السياسي وحل كل مشاكل القرية وتنمية النشاط الزراعي كلها ساعدت في أظهار
بريق عينبة الجديدة كمركز تجاري هام في النوبة وتوحيد الصف الداخلي بعكس قري كثيرة
رفضت أختلاط الجماعات المختلفة داخل المجتمع الواحد ومن أبرز المشاركات الوجدانية
في عنيبة التقارب الشديد والفعال في جمع المال اللازم لبناء مدرسة أعدادية كالتي
كانت في النوبة القديمة وتحمل أسم عنيبة وكذلك رفضهم لمشاركة قرية أرمنا في
المساهمة الخيرية لبناء المدرسة خوفاً من أغفال أسم عينبة علي المدرسة وقد تم
جمع مبلغ 8 ألاف ج مصري في وقت كانت الظروف قاسية وسيئة جداً جداً وقد ساهم
كل المغتربين والمهاجرين من قرية عنيبة بشكل جميل يبرز مدي التعاون والتكاتف بين
كل طوائف عينبة وقد فرض علي كل بيت دفع مبلغ معين كل شهر حتي تم إكمال
المبلغ المطلوب .
قرية عنيبة تقع في مواجهة مساحات شاسعة وواسعة من الأراضي الزراعية الصالحة
للزراعة والممتدة من شرق القرية وتتوفر فيها وسائل الري الدائمة مما ساعد علي
الأستقرار وزيادة الأنتاج الزراعي والحيواني من ألبان وخلافه مع تحياتى ابن عنيبة اسلام