بيمثل النادي الأهلي لحراسة المرمى عصام الحضري ، في الدفاع بيلعب ليبرو عماد النحاس وقدامه اتنين مساكين وائل جمعة وشادي محمد ، في اليمين اسلام الشاطر وفي الشمال جيلبرتو (محمد عبد الوهاب) ، في وسط الملعب محمد شوقي وحسن مصطفى وقدامهم محمد أبو تريكة ومحمد بركات وعماد متعب (فلافيو) .
احتياطي النادي الأهلي مكون من أمير عبد الحميد وأحمد السيد وأحمد صديق وحسام عاشور وأسامة حسني ويقود الفريق الساحر البرتغالي مانويل جوزيه .
كانت هذه هي البداية المعتادة لأي معلق رياضي ينقل مباراة للنادي الأهلي في أي بطولة متحدثاً عن تشكيل النادي الأهلي خلال السنوات الخمس الماضية وبالطبع كانت هناك أسماء للاعبين أخرين تواجدوا مع هذا الجيل مثل محمد صديق وطارق السعيد وأحمد شديد وأكوتي منساه ونادر السيد ومحمد عبد الله وحتى أحمد فتحي وغيرهم ولكن لم يكن لأي منهم الدور الذهبي الذي كان للاعبين المذكورين في التشكيلين الأساسي والاحتياطي للبرتغالي مانويل جوزيه وإن بدا الاستثناء الوحيد أحمد فتحي ولكن اقتصار دوره على المشاركة في الموسم الماضي يبعده قليلاً عن هذا التشكيل الذهبي .
وقد شاهدنا بأعيننا نهاية هذا الجيل اكلينيكياً بعدما حقق كل الانجازات التي يتمناها أي مشجع بتحقيق 18 بطولة مختلفة محلياً وقارياً بخلاف المشاركة في مونديال الأندية ثلاث مرات في خمس سنوات حصدوا في احداها الميدالية البرونزية .
الغريب أن نهاية أغلب نجوم هذا الجيل لم تكن منطقية ومعتادة بالإعتزال في أحضان الجماهير بإرادة اللاعب .. فالحضري هرب الى سويسرا ليرتبط اسمه بين الجمهور تارة بالخائن وأخرى بالهارب ، والنحاس حاول مراراً وتكراراً العودة للملاعب ولكن الرباط الصليبي لم يحقق له حلمه ، وشادي محمد ترك النادي وهو يوزع الاتهامات نحو زملاءه واحداً تلو الأخر ، وإسلام الشاطر استيقظنا من النوم لنجده خارج النادي ، واستيقظنا في يوم أخر لنجد عبد الوهاب عليه رحمة الله يرحل عن دنيانا .
ومحمد شوقي بحث عن الاحتراف فإذا به مقيد في صفوف فريق درجة ثانية مكتفياً بالتدريب ، وحسن مصطفى يلعب في صفوف فريق فاز في ثلاث مباريات متتالية على فرق القاع فاحتفل به الاعلام المصري ، وأمير عبد الحميد قضى أفضل سنواته في النادي الأهلي كأفضل اصدقاء الدكة ولما تركها ترك النادي بأكمله ، وأحمد صديق دخل في صفقة تبادلية وفوقه 7 ملايين من أجل مدافع ، وفلافيو قضى موسماً كاملاً لا يسجل وعندما تألق موسمين كاملين رحل للخليج .
ويتبقى من بين كل هؤلاء في النادي الأهلي كل من جيلبرتو الذي ترك الجانب الأيسر لسيد معوض واكتفى بالدكة ولم يحاول أثناء لعبه أن يقنعنا بأنه الظهير الأجنبي بالفريق ، وبركات يبحث عن عرض خليجي ويضع الأهلي في المرتبة الثانية إذا لم يجد مبتغاه في الخليج ، ومتعب لا يفكر سوى في الاحتراف بينما يلهث مسئولو الأهلي خلفه من أجل التجديد ، وأحمد السيد فقد مقعده كمدافع بالفريق ولازم الدكة واقترب كثيراً من الرحيل ، والشيخ أسامة أخذ يبحث عن الفرصة ليلعب وعندما لعب نسي الكرة فاقترب هو الأخر من الرحيل .
لم يتبق من هذا الجيل سوى الثلاثي محمد أبو تريكة كثير الاصابات والذي بدأنا نسمع تهديدات باعتزاله الكرة إذا ما شارك في كأس الأمم وها هو شحاتة يتكفل بهذا الواجب بضمه لقائمة المنتخب ، وحسام عاشور الذي أصبح لاعب الارتكاز الأساسي بالجيل الحالي ، ووائل جمعة الذي يبدو في الملعب كالأب الذي يلملم أولاده حوله وهو يبذل قصارى جهده لكي يحافظ على سطوة الجيل الذهبي الذي كان أبرز نجومه .
بخلاف كل هؤلاء رحل المايسترو والساحر الذي قادهم وهو مانويل جوزيه ، ذهب لتدريب منتخب ما تاركاً وراءه التاريخ وحب الملايين الذين غضبوا في يوم فاز فيه في مباراة القمة لأن الفوز تحقق بهدفين فقط ، ذهب جوزيه لفريق أخر ليؤكد أن هذا الجيل قد انتهى حتى وإن استمر بعض نجومه ولكنهم يبدأون مسيرة جيل أخر بعيد كل البعد عن جيلهم الذهبي من حيث تشكيل اللاعبين .
ولكن لماذا كانت النهاية الغريبة لهذا الجيل؟ فجيل واحد يفوز بكل هذه البطولات كان من المتوقع أن تكون نهايته أفضل بكثير من أن يسب الجمهور بعضهم مثلما هو الحال مع الحضري أو أن يقول الجمهور للبعض الأخر " الأهلي مش هيقف عليك " مثلما هو الحال مع بركات ومتعب .
على كل حال .. مهما كانت نهاية هذا الجيل سواء سعيدة أو حزينة أو تقليدية فالأكيد أننا عشنا خمس سنوات لن ننساها أبداً وستظل في عقولنا وقلوبنا حكايات وحكايات نحكيها لأبناءنا وأحفادنا نبكي من بعضها عندما نتذكر عبد الوهاب ونضحك ونحن نتذكر جوزيه وهو يخلع قميصه اعتراضاً على التحكيم ونسخر من فلافيو الذي قضى موسماً كاملاً لم يسجل سوى هدف بقفاه قبل أن يصبح هداف الدوري موسمين متتاليين وننفعل ونحن نتذكر أبو تريكة وهو يسجل في مرمى الصفاقسي ونفخر عندما نتذكر فريقنا وهو يحصد برونزية العالم .
صحيح أن الجيل انتهى ولكن حبنا للنادي الأهلي لم ولن ينتهي .. وسنظل وراء هذا الفريق حتى يأتي جيل أخر يحطم أرقام الجيل الحالي تحطيماً بينما عنصران فقط لا يتغيرا هما النادي الأهلي وجمهوره .
__________________